في حوار مع "هيا mbc "كشف الفنان السعودي عبد الله السدحان النقاب عن أن شخصيتي كريم وسليم اللتين سيقدمهما مع زميله الفنان ناصر القصبي في مسلسل "كلنا عيال القرية" -الذي يُعرض على قناة mbc خلال شهر رمضان المقبل- هما شخصيتان بسيطتان إلى حدّ السذاجة، ما يجعلهما عرضة للوقوع في العديد من المشكلات والمواقف المحرجة والطريفة معا، مؤكدا أن المسلسل سيكون جزءا لا يتجزأ من "طاش ما طاش"؛ لأن فريق العمل لم يتغير، ولكن الفارق الوحيد هو أن الشخصيات تستمر من حلقة إلى أخرى.
وتخلى السدحان عن تحفظه في الكشف عن تفاصيل المسلسل -خلال حواره مع مجلة هيا mbc الصادرة في الأسبوع الجاري- متطرقا إلى بعض أحداث المسلسل قائلا "لا أريد أن أحرق الموضوع، ولكن سأخبرك بعض تفاصيل القصة، كريّم وشقيقه سليّم، هما شخصان يتيما الأب والأم، كريّم أي أنا أعمل موظفا حكوميا في عرعر، وقد تقدمت بطلب نقل إلى إحدى القرى نتيجة ظروف خاصة جدا، أما سليّم فيعمل موظفا في إحدى البنوك الذي يتعرض لحادث اختلاس كبير ليس لسليّم أية علاقة به، لكنه يتعرض للفصل من العمل على إثره".
وتابع بالقول "جاء هذا الأمر بالتوازي مع نقلي إلى الرياض، فكان أن انتقلت، وشقيقي سليّم وخالتنا للسكن في الرياض، وقد اصطحبنا خالتنا حتى نتمكن من السكن في مساكن العوايل بعدما لم نتمكن من الانسجام في مساكن العزاب، ومن هنا تبدأ الأحداث، فكل يوم قصة، وكل يوم حدث جديد، وأبطال ضيوف يشتركون في العمل لحلقة أو اثنتين فقط".
ومضى السدحان إلى الكشف عن تفاصيل شخصية كريّم، التي يجسدها في المسلسل بالقول "هو شخص بسيط وطيب وأمين وكريم، إنسان حريص على نفسه، وعلى علاقاته في البيئة التي يعيش فيها، إنسان مثابر ومجتهد، لكنه يقع في العديد من المشكلات والمقالب، ويواجه العديد من القضايا غير المتوقعة، وتربطه صداقة قوية مع شخصية "أبو ضاري" في العمل، التي يقدمها الزميل الفنان محمد الطويان، وقد جمعتهما الصدف والظروف ونشأت بينهما صداقة كبيرة ومتينة"، مضيفا أن هذه الظروف هي التي جعلت من "أبو ضاري" أحد المقربين من كريّم وعائلته، لكنها تجعله يقع ضمن نطاق الظروف الصعبة التي يقع فيها كريّم وشقيقه سليّم، وكل سكان العمارة".
وعن الظروف التي تجمع كريّم بـ"أبو ضاري"، قال الفنان السعودي "في الحقيقة.. أبو ضاري ينقذ "كريّم" من الموت وحيدا في الصحراء بعدما تعرض الأخير لحادث قوي يكون خلاله عاجزا عن القيام بأية حركة أو ردة فعل بعدما خارت قواه من حرِّ الصحراء إلى أن يأتي أبو ضاري ويقوم بإنقاذه".
حلقات منفصلة متصلة
السدحان أوضح أيضا في حواره مع "هيا" أن المسلسل عبارة عن حلقات منفصلة متصلة، ولكن في بعض الأحيان تتصل حلقتان أو أكثر ضمن موضوع واحد، أما ما يجمع الحلقات كلها فهو الشخصيات الأساسيّة في العمل، وهم كريّم وسليّم وأبو ضاري والخال وصاحب المكتب العقاري أبو سعد، الذي يصبح بدوره مقربا من العائلة بعدما يؤجر لهم شقة في العمارة.
وأضاف "طبعا الأحداث تتمحور حول الموضوع، والشخصيات هي التي توصل الموضوع إلى المشاهد بأساليب عدّة، لذلك يمكن أن نصنف العمل ضمن كوميديا الموضوع، وليس كوميديا الشخصية أو الموقف".
وتابع بالقول "المسلسل عبارة عن قصص عدّة وَضيوف عديدين يشتركون في بعض حلقات العمل؛ إذ نناقش الكثير من المشكلات الاجتماعية التي تعني شريحة كبيرة من المجتمعات العربية، مثلا نتناول زواج أبو ضاري، وزواج أبو سعد العقاري من خالتنا، كل يوم أو كل حلقة لدينا قصة مختلفة، ولكنها تقع ضمن تسلسل منطقي للعديد من الأحداث التي تربطها ببعضها شخصيات العمل والقصة الرئيسة التي تجمع هذه الشخصيات".
وردا على سؤال حول الرسالة التي يحملها "كلنا عيال قرية"، قال الفنان السعودي "العمل يطرح المشكلات الاجتماعية الكوميدية الخفيفة الظريفة بعيدا عن الكوميديا السوداء التي كانت موجودة في "طاش ما طاش"، ما يجعل الأمر جديدا بالنسبة لنا، ويشكل تحديا جديدا نضيفه على رصيدنا الفني الكبير".
وبشأن العلاقة بين مسلسل "كلنا عيال قرية" و"طاش ما طاش"، أكد السدحان أن الأول جزء من الثاني، مضيفا "الممثلون الأبطال نفسهم، فريق الكتابة نفسه، وفريق الإنتاج نفسه، مع بعض التغيرات البسيطة فقط، هذا العمل هو جزء لا يتجزأ من "طاش ما طاش"، فالصياغة لم تتغير ولكن الفارق الوحيد أن الشخصيات لا تتغير بل تستمر من حلقة إلى أخرى".
وردا على سؤال.. لماذا لم يتم تقديم عملين، كأن تقدموا "طاش ما طاش" في رمضان، والعمل الجديد خارج رمضان؟
أوضح "في الحقيقة أن "طاش ما طاش" لم يتوقف بشكل نهائي، ولكننا أردنا أن نقدم تجربة جديدة، ولما وجدت الأفكار الجيدة والنص الجيد، قررنا أن نخوض غمار هذه التجربة، ولا تنسَ أن "طاش ما طاش" يقوم على نجومية أبطاله ونحن سوف نقدم هذا العمل الجديد، والمشاهد سيربط ما بين العملين".
وتابع بالقول "قد نقوم بإنتاج "طاش ما طاش"من جديد في العام المقبل، عدم إنتاجه هذا العام لا يعني توقفه مطلقا، إنما هي أشبه باستراحة محارب نستجمع خلالها العديد من الأفكار الجديدة التي تساعد على تقديم "طاش ما طاش" بالشكل الذي اعتاده الناس وبنفس الجودة".
ورشة عمل لكتابة السيناريو
فيما يتعلق بمرحلة كتابة نصل "كلنا عيال القرية" قال السدحان "لم يتم كتابة النص من قبل كاتب واحد فقط، بل من خلال ورشة كتابة ضمت العديد من الأشخاص، وقد استمرت أربعة أشهر، وضمت الورشة كلا من الأستاذ محمد الطويان ود. عبد الرحمن الوابلي وناصر العزاز وعنبر الدوسري بوجود ناصر القصبي وعبد الله سدحان".
وأضاف "كنا نطرح الأفكار، ونناقشها معا ثم يتولاها أحد الكتاب ليكتب النص والسيناريو، وطبعا النص يمر بالعديد من المراحل قبل أن يصبح نهائيا، فعندما ينتهي الكاتب منه نقرأه لنكتشف نقاط ضعفه، وقد نطلب تغير بعض المشاهد أو إعادة كتابة النص، وعلى هذا الأساس وصلنا إلى النص النهائي".
وحول كيفية توزيع العمل ما بين التصوير الداخلي والخارجي، قال "في الحقيقة إننا ظننا أن الأمر سيكون مريحا بالنسبة لنا.. كون هناك الكثير من المشاهد الداخلية، التي سنصورها في الأستوديو الخاص في اللاذقيّة، لكننا تفاجأنا بعد الانتهاء من كتابة العمل بأن عدد المشاهد الخارجية أكبر بكثير من الداخلية، ما يضعنا أمام الكثير من الجهد والتعب".
وأضاف "التصوير الخارجي متعب، خاصة أن هناك الكثير من المشاهد في الصحراء وخلال النهار؛ حيث تكون الحرارة مرتفعة جدا وظروف العمل قاسية جدا.. ولنأخذ على سبيل المثال الماكياج الذي "يسيح" في المشاهد النهارية الخارجية خاصة في مشهد تعرض كريم للحادث في الصحراء، لذا قمنا بتنفيذ المشهد مرات عدة بسبب الماكياج".
وفيما يتعلق باستعمال المخرج لثلاثة كاميرات خلال التصوير الداخلي بدل الأسلوب السينمائي الذي يعتمد على كاميرا واحدة، قال "الأمر عائد للمخرج ومساعديه، وقد ارتأوا أن يصورا في الاستوديو مستعملين هذا الأسلوب الذي يقدم العمل بواقعية أكبر وينقل إحساس وتفاعل الممثل مع العمل أو الموقف.. وإن شاء الله أن نُوفق في هذا الأسلوب".